كيف يتصرف جنود الاحتلال الأمريكى فى العراق؟ سؤال تختلف إجابته بعد توالى القصف الإعلامى على رؤوسنا بصور من نوعية جندى المارينز الذى يداعب طفلا عراقيا، الطفل العراقى رغم شحوب وجهه وملابسه المهلهلة يبتسم للجندى المدجج بالسلاح والذى تبدو عليه إمارات القوة المفرطة، وهو يتحسس بندقيته الآلية بيده داخل القفاز.
صورة أخرى لجنود أمريكيين يلعبون الكرة فى شوارع بغداد مع أطفال عراقيين، الجنود المخلصون لعملهم يتناقلون الكرة بكامل عدتهم، الملابس الثقيلة والواقى الصدرى من الرصاص والمدافع الرشاشة، أمام أطفال بالشباشب..جميل هذه الصور التى تدعو ظاهريا للتعايش بين الاحتلال الأمريكى والمواطن الذى تعرض للاجتياح والوصم بتهمة الإرهاب، لكن ما مدى مصداقية هذه القصف المرئى بالصور خارج الاستوديو الذى نفذها؟
خارج الاستوديو الذى يخطط لقصف أدمغتنا بصوره المتعايشة، يتجول المارينز وجنود الفرق الأمريكية الأخرى ببغداد، فى مدرعاتهم بسرعة جنونية، تماما كما لو كانوا فى إحدى ألعاب الحرب الأمريكية، الويل لمن يقف فى طريقه، حتى لو كان الطريق مزدحما ومغلقا.
عقلية المحتل تفرض نفسها على كل جنود الاحتلال فى أى مكان وزمان، وهى تركيبة معقدة يتداخل فيها الشعور بالانتصار والرغبة فى التباهى به والزهو على الطرف المهزوم والرغبة فى إذلاله، وعدم القبول أبدا أن للطرف المهزوم أى حقوق تتعارض مع رغبات المنتصر، ناهيك عن التساوى معه، على الأقل إنسانيا.
كيف يقود الأمريكى المحتل مدرعته فى شوارع بغداد؟ يقودها وهو يعيد ترديد عبارة كيبلنج شاعر الإمبراطورية البريطانية، بتصرف:"المحتل محتل والعرب عرب ولن يلتقيا".
شاهد فيديو كيف يقود الأمريكى مدرعته فى بغداد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق